علي الشيخ المدير العام للمنتدي
عدد الرسائل : 501 العمر : 45 الموقع : السودان العمل/الترفيه : محلل نظم المعلومات - كرة القدم المزاج : HABY علم البلد : الاوسمة : SMS : وأستغفرك من كل غفلة أو سهوا
أو نسيانا أو تهاونا أو جهلا
أو قلة مبالاة بها
تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| | قراءة متأنية عن زيارة السيد محمد عثمان الميرغني لولاية كسلا | |
قراءة متأنية عن زيارة السيد محمد عثمان الميرغني لولاية كسلا علي عبدالله الباشا: السوداني الزمان: ضحي يوم من ايام شهر يوليو من عام1989م وذلك بعد مضى شهر تقريبا من انقلاب الإنقاذ. المكان: منزل السيد حاكم ولاية كسلا الشهيد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار رحمه الله كنا في زيارة له في منزله وسط مدينة كسلا لنودعه لانه سيغادر المدينة هو واسرته الى غير رجعة.. كان الجو مشحونا بالتحفز والترقب دخلت في المنزل الفسيح ذي الاشجار الوارفة الظليلة عبر البوابة الجنوبية الشاسعة وكنت امتطي عربتي اللاندروفر وبمعيتي الصديق العزيز الخليفة احمد البشير الحسن رحمه الله وكان ختميا مخلصا محبا للطريقة الختمية والسادة المراغنة وهو من اهالى (توتي).. وكان يعمل في ذلك الوقت في الهيئة السلكية واللاسلكية في منصب مرموق وهو والد الشهيد على احمد البشير والدكتور مصعب احمد البشير.. استقبلنا السيد العميد كرار رحمه الله في مدخل منزله بترحاب واستقبال منقطع النظير كعهدنا به دائما وجلسنا نتبادل الحديث تحت ظل شجرة وارفة الظلال وتناولنا اكوابا من الشاي وكانت الجلسة ممتعة هادئة وساخنة في بعض الاوقات وكان الحديث ثرا وممتعا وقد حكى لنا بالتفصيل سيناريو الانقلاب وما يعرفه عنه تفصيلا وقد استفدنا منه كثيرا لانه زودنا بمعلومات ثرة كنا نجهلها تماما فهو رجل جيش من الطراز الاول حيث الشجاعة المفرطة والكفاءة وحب الوطن ونكران الذات.. فالشهيد محمد عثمان حامد كرار من العسكريين النادرين في قوات الشعب المسلحة فقد حاز على انواط الشجاعة من الدرجة الاولي وكان من شهداء رمضان.. السيد العميد كرار من اسرة ختمية عريقة وهو ينتمي الى قبيلة البشاريين العريقة وقد تم تعيينه حاكما لولاية كسلا بعد انتخابات عام1986م والتي كسب الحزب الاتحادي الديمقراطي معظم دوائرها وكان العميد كرار رحمه الله رجلا نزيها ذا راي صائب وقرار حاسم كان محبا للسيد محمد عثمان الميرغني ويقدره ويجله جدا وعندما تم اعتقال مولانا السيد محمد عثمان عند الانقلاب الانقاذي غضب غضبا شديدا لذلك الاعتقال وشجبه مثنيا على مكانة مولانا الميرغني الدينية والاسرية والسياسية وقال انه لن يقف مكتوف الايدي حتى يتم اطلاق سراح مولانا في مطلع العام1988م وان لم تخني الذاكرة شرفني سعادته بتناول طعام العشاء في منزل الاسرة بحي الكاره العريق بكسلا وكان معه من المدعوين السيد بابكر محمد دقنة نائب الحاكم ممثلا لحزب الامة والسيد دقنة الآن يعمل وزيرا حاليا ضمن حكومة ولاية كسلا. كانت الدعوة على شرف ابن عمنا السيد الكندي يوسف محمد عثمان وكيل وزير التجارة في ذلك الوقت والذي حضر لكسلا في مهمة رسمية والذي يعمل الآن وكيلا بالقصر الجمهوري. كانت الخلافات في نهاية العام1988م متوترة بين السيد حاكم الاقليم ولجنة الحزب التنفيذية في مواضيع تتعلق بمسار الحزب وسادها نوع من الجفوة وهذا في تقديري كان شيئا عاديا في الاوضاع الديمقراطية. انجلت الامور اخيرا واختفت سحابة الخلاف بعد تدخل مولانا السيد محمد عثمان وعادت المياه الى مجاريها ولم تمر لحظات حتى حدث ما حدث وحسم الانقلابيون على سدة الحكم وصودرت ممتلكات الحزب واعتقل السيد كرار رحمه الله والعقد الفريد من اعضاء اللجنة التنفيذية للحزب الاتحادي بكسلا.. عند انتخابات عام1986م قسمت مدينة كسلا لدائرتين جغرافيتين الدائرة الشرقية والدائرة الغربية وقد كان مرشح الحزب للدائرة الشرقية هو الاستاذ الجليل الزين حامد محمد على وبعد جهد جهيد وعمل شاق ومكثف استطاع الحزب ان يكسب الدائرة الشرقية باغلبية ساحقة وقد كان نصرا مقدرا للجنة التنفيذية للحزبوقد كنت في ذلك الوقت امينا عاما للحزب والمشرف السياسي على حركة سير انتخابات دوائر المدن والريف.. وكان مرشح الريف الاستاذ المرحوم عثمان محمد محمود الذي لم يوفق في الفوز في دائرة ريفي كسلا وكذلك لم يوفق السيد حمد احمد بابكر عطا في الدائرة الغربية رحمه الله وقد انضم السيد محمد احمد عطا رحمه الله الى حزب المؤتمر الوطني بطوعه واختياره له الرحمة والمغفرة فقد كان رحمه الله رجلا شهما ذا خلق رفيع وادب جم. بعد انقلاب الانقاذ فقدت دائرة كسلا عناصر صلبة قوية لا تلين لهم قناة كانوا رجالا خلصاء اوفياء صادقين مؤمنين بمبادئ الحزب الاتحادي متمرسين في العمل السياسي كانوا يمثلون عقدا فريدا متماسكا عملنا جميعا في تلك الفترة من الديمقراطية الثالثة برباطة جأش ونكران ذات.. ليس همنا هو الهرولة للسلطة والاصطياد في الماء العكر والكسب الرخيص بل كنا نضع المبدأ امامنا لم يغرينا المال والانزلاق في الوحل بل كان همنا هو كيف نحقق الفوز في تلك الدائرة الخطيرة والحساسة (معقل الختمية) واستطعنا بعون الله وتوفيقه ان نكسب الرهان ونفوز بالدائرة الشرقية فوزا ساحقا ازعج الاعداء والمتربصين والحاقدين.. فالطريقة الختمية في كسلا عمرها الآن يقارب اكثر من مائتي عام تقريبا وكان السيد محمد عثمان يهتم بهذه الدائرة بصفة خاصة ففي بعض احاديثه كان يشير (الى دائرة كسلا بانها بالسودان). الآن يتوجه مولانا السيد محمد عثمان شادا الرحال متوجها صوب ولاية كسلا وهى دون شك تعتبر اول زيارة لسيادته تحضيرا واستعدادا للجولة القادمة للانتخابات المحدد لها شهر ابريل القادم.. ومن حسن الطالع ان يبدأ مولانا الميرغني زيارته لتلك الولاية ذات الثقل الجماهيري للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل.. وهذه الزيارة تدل على مدي اهتمام مولانا الميرغني بهذه الولاية لانه جعلها في اول مطافه على ولايات السودان المختلفة استعدادا للمرحلة القادمة واللقاء بجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل التي مازالت على العهود والتمسك بالمبدأ. وهذا التحرك يفرض علينا كمراقبين ولنا باعنا الطويل في هذه الولاية على وجه الخصوص ان ندلوا بدلونا في قراءة متأنية خالية من الغرض فيما يتعلق بهذه الزيارة الميمونة ونضع النقاط فوق الحروف ونتحدث بكل الصدق والامانة. فقدت المنطقة في العشرين عاما الماضية رجالا اشاوس كثر لله درهم منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا هؤلاء الرجال كان لهم القدح المعلى في رفع راية الحزب بمدينة كسلا في فترة الديمقراطية الثالثة على وجه الخصوص وقد تركوا بصماتهم حتى يومنا هذا واصبحت المدينة الآن خواء تشكو لطوب الارض من انعدام الكوادر المؤهلة الصابرة الصامدة والمخلصة في ساحتها السياسية.. وانا هنا لا اقلل من قدر الذين يمسكون على زمام الامور لكنني حسب تجربتي الكبيرة والمسئولية الجسيمة التي كنت اتحملها في سنوات خلت من عمر هذا الحزب العملاق في مدينة كسلا بالتحديد فقد كنت اعمل امينا عاما لهذا الحزب في مدينة كسلا حتى العام2002م وقد انتقلت الى الخرطوم بصفة شبه نهائية لظروف اسرية واستقر بي المقام فيها فقد ظللت طيلة تلك المدة التي قضيتها بعيدا عن الاهل والعشيرة اعيش في هواجس وهموم عن مستقبل هذا الحزب في مدينة كسلا, وما يحيط به من تحديات وظلامات ومكايدات لايعلم مداها الا الله سبحانه وتعالي فالخوف كل الخوف من تغول العناصر الانتهازية واصحاب النفوس المريضة والمتربصين الدوائر بهذا الحزب نخشي ما نخشي ان يخترقنا هؤلاء الاشرار الذين لا مبدأ لهم فلابد من مراجعة كل الحسابات واخذ الحيطة والحذر في هذه الفترة الحرجة وتنظيف الصفوف والتركيز على المخلصين من ابناء حزبنا الذين كانوا يمسكون على الجمر في احلك الاوقات وضحوا بكل نفيس وغالٍ في سبيل رفعة هذا الحزب.. ولا نكون كحاطب الليل كما كان يقول مولانا تجمع العقارب والثعابين فالاسهم من الاعداء مصوبة نحونا من كل اتجاه فهذه الدائرة دائرة نحسبها من اهم الدوائر السياسية لاسباب نعرفها جيدا تاريخية وارثية ودينية لابد لمولانا الميرغني ان يجلس منفردا وفي لقاء تشاوري مع اولي الامر من اهل الحزب وكبار السن واصحاب الحل والعقد واصحاب التجارب.. ومازالت الساحة الكسلاوية الاتحادية ذاخرة بخيار القوم.. على مولانا ان يستمع لهم باذن صاغية وعين مفتوحة ويشاورهم في الامر.. فالخطاب هنا موجه الى مولانا السيد محمد عثمان بان نقول له بالصوت العالي ان الخريطة في المدينة تغيرت تماما في العشرين عاما الماضية فالناس ليسوا هم نفس الناس والاسر ليست هى نفس الاسر وقرية الختمية الكفة الراجحة لموازين الحزب في اي انتخابات ليست هى للنزوح الاخير الذي حدث فيها فالمعركة الانتخابية في هذه المدينة حاضرة الختمية ستكون شرسة وتحتاج الى استعداد تام ودراسة متأنية فالتركيبة السكانية اللوجستية تغيرت تماما في مدينة كسلا وضواحيها ففقدت المدينة في السنوات الماضية رجالا خلصاء لقوا ربهم راضين مرضيين رحهم الله وانزلهم منزلة الشهداء والصديقين بما قدموا لوطنهم وحزبهم من جلائل الاعمال. آمل ان يتكرم سيادة مولانا الميرغني بزيارة بعض اسر هؤلاء الاخوة رحمة الله عليهم لتقديم التعزية لهم تقديرا لهم ولما ظلوا يقدمونه لهذا الحزب من جلائل الاعمال وهذا في تقديري اضعف الايمان. مرشح الدائرة الشرقية للحزب الاتحادي الديمقراطي بدائرة كسلا الشرقية الشريف عبدالله محمد محمود ابو فاطمة وهو من المعلمين الاجلاء وهو رجل مناضل كان امينا عاما لهذا الحزب في مدينة كسلا في فترة من الفترات وعند حدوث الانقلاب الانقاذي انتقل خارج القطر ملتحقا بصفوف المعارضة تاركا اسرته واطفاله الصغار تحت رعاية كنف والده الشريف محمود محمود كبير السن.. وكان الاستاذ عبدالله من المقربين للسيد محمد عثمان الميرغني فالسيد عبدالله من اسرة بجاوية ينتمي الى قبيلة الاشراف المعروفة والقاطنين في شرق السودان.. وهو يمتاز باخلاق حميدة ويتمتع بمسحة دينية عالية. فقد احسن الحزب الاختيار في اختيار هذا الرجل القامة فهو يمتاز بادب جم ومستوى رفيع وهو سياسي من الدرجة الاولي ويستحق ان يكون ممثلا لدائرة كسلا الشرقية دون منازع. فادعو الله ان يوفقه ويسدد خطاه وينصره وسنقف معه بكل ما اوتينا من قوة بالغالي والنفيس ولولا ظروف خارجة عن ارادتي لكنت معه في كسلا اعمل معه ليل نهار حتى يكسب الرهان والفوز الذي اعتقد في قرارة نفسي انه اهل له دون منازع.. وعلى كل قواعد الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل داخل مدينة كسلا والخلصاء من الرجال والنساء والشباب المخلصين ان يقفوا معه ويشدوا من اذره لانه يستحق كل عون ومساعدة وهو دون ادنى شك الرجل المناسب في المكان المناسب.. ودعوتنا لاخوتنا الذين ترشحوا باسم هذا الحزب في هذه الدائرة في كل المواقع بالتوفيق والسداد ونسأل الله النصر لنا ولحزبنا صاحب التاريخ العريق والله من وراء القصد.
* الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي - سابقا مدينة كسلا
| |
|
الإثنين مارس 01, 2010 9:17 pm من طرف علي الشيخ