الهندي زائر
| | أقبل شهر الخير.. فاغتنموه | |
{ ساعات معدودة ويظلنا الشهر الكريم، رمضان المبارك المفضّل على سائر الشهور.. شهر يتسابق فيه العباد للطاعات والظفر برضا ربهم للفوز بنعمائه، كيف لا وهو شهر الرحمة والمغفرة وشهر العتق من النار؟ يتضرع فيه النساك إلى بارئهم ما دامت أبواب الرحمة فيه لا تغلق، والشياطين مصفدة. { شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، المحروم من حرم خيره، والسعيد من صامه إيماناً واحتساباً لربه، ليكون العتق من النار جزاؤه.. صح عنه عليه أفضل الصلاة والسلام قوله: «رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ ثم رغم أنف امرئ» قال الصحابة «خاب وخسر يا رسول الله, من هو؟» قال «من أدرك رمضان ولم يُغفر له» { وفي المروي من سيرته عليه السلام، أنه كان إذا دخل رجب دعا ربه أن يبلغه (رمضان) فيقول: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان). فهو شهر الخير والإقبال على الطاعات، ونبينا عليه السلام كان أدرى الناس بكونه شهر تحفه البركات ويعظم فيه الثواب، لذا فقد كان أجود الناس بالخير، ثم أنه أجود ما يكون في رمضان. { وفي المروي من أثر صحابة رسول الله عليهم رضوان الله أنهم كانوا يدعون الله بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبل الله منهم أعمالهم الصالحة فيه.. ويدعونه ستة أشهر بعدها أن يبلغهم هذا الشهر العظيم حتى يستزيدون من الأعمال الصالحة ليوم عظيم. لا يفارق عقولهم وعد نبيهم وهو الصادق الصدوق: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. يحفظون في صدورهم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر) { روى ابن خزيمة في صحيحه: قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان، فقال: (أيها الناس: قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً.. من تقرب فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى سبعين فريضة في ما سواه.. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة.. وشهر المواساة.. وشهر يزداد رزق المؤمن فيه.. من فَطر فيه صائماً، كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ) قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يُفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يعطي الله هذا الثواب، من فطر صائماً على تمرة، أو على شربة ماء، أو مذقة لبن.. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار.. فاستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء لكم عنهما، فأما الخصلتنان اللتان ترضون بهما ربكم، شهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه.. وأما الخصلتان اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار.. ومن سقى صائماً، سقاه الله من حوضي، شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة). { ونحن بين يدي الشهر الكريم ينبغي أن نتذكر على الدوام أن (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، فكثير من الناس تجوع وتعطش بلا داع..!! كم من صائم أفسد صومه حصاد لسانه، فكيف يصوم من كذب واغتاب ومارس رذيلة الشتم والسباب، فليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ، كيف يصوم من شهد الزور ولم يكف عن المسلمين أذاه والشرور؟ { أعاننا الله على صيامه وقيامه وجعلنا من عتقائه إنه هو التوّاب الرحيم.. وجمعة مباركة |
|
الإثنين أغسطس 15, 2011 9:13 pm من طرف علي الشيخ