ان التداعيات المؤسفة والمتردية لأوضاع السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية ......الخ , وإنتهاك حقوق الانسان منذ إستيلاء نظام الجبهة الإسلامية في سطو ليلي علي مقاليد الحكم في السودان بدعوي إنقاذ الوطن ومن ثم اطلق علي انفسهم نظام الإنقاذ وانه وحده المؤهل دون غيره لحكم السودان وانه مبعوث العناية الإلهية لإقامة شرع الله وبعث الدولة الإسلامية في السودان , وبتفسير الإسلام علي هواه برفع شعار (( ثورة الإنقاذ الوطني )) بينما المفهوم السياسي العلمي للثورة إنها لكل الشعب وليس حكرآ علي فصيل الجبهة الإسلامية بشقيها العسكري والمدني , وتارة بدعوي نهجه وتبنيه ( تيار الإسلام الحضاري ) وكأن دعوة الإسلام ذات شقين حضاري ورجعي.
وبإسم الإسلام الحضاري ضرب هذا النظام بإتفاقية اديس ابابا عرض الحائط والتي كانت من الرجح ان تؤدي الي سلام في السودان واتي بمفهوم الجهاد المقدس البديل الذي فرضه شرع الله لمحاربة قوات الحركة الشعبية التي تنادي وتطالب بحقوقهم المشروعة داخل الدولة السودانية , فتم حشد المقاومة الشعبية علي جهل من المواطنين وتسخير موارد الدولة , وإطلاق صفة الشهداء علي هؤلاء المقاتلين وانهم موعودون بالجنة وكأنهم بالغيب عالمون......
وعلي نهج مشروعهم الحضاري تم فصل مئات من المواطنين الشرفاء فيما يسمي بالصالح العام واتوا بديناصورات صورية وبيادق تنفذ اوامرهم الشاذة بعيدآ عن مصالح وإرادة المواطنين الحقيقين.
وبإسم الإسلام الحضاري توكل هذا النظام علي الشيطان وإنتزع التجارة والمعاملات الإقتصادية من رجال المال والاعمال المنتمين الي الإسلام الرجعي في سوق المعاملات التجارية , وتمكين رجال الجبهة الإسلامية المنتمين الي الإسلام الحضاري في سوق المعاملات التجارية اصحاب الكروش المنتفخة والذقون المتدلية تحت شعار (( من اجل ان اعيش )) والذين يسكنون القصور الفاخرة , وتوظيف البعض حكاما لبعض الاقاليم وبعضهم في شتي مجالات الحياة السياسية والإقتصادية مما نتج عن ذلك تدهور مريع ومزرئ في الصحة والتعليم , والبعض منهم اعضاء في ما يسمي بالمجلس الوطني .
وبإسم المشروع الحضاري تم فتح ابواب السودان علي مصراعيها علي دول الجوار وتم جلب بعض المواطنين (( المستوطنين الجدد)) من تلك الدول والذين يدينون بالولاء لنظام الجبهة الإسلامية ( اسلمة الدول) وتمكينهم العيش في السودان مقابل اولئك المواطنين السودانيين الحقيقيين الذين فروا بجلدهم من ظلم وبطش هذا النظام , والمضحك حقا ان جزء كبير من المستوطنين الجدد قد تقلدوا عدة مناصب في الدولة السودانية منهم من اصبح وزيرا , ومنهم من اصبح سياسيا والبعض الاخر اصبح من التجار الكبار في السوق علي حساب السكان الاصليين في السودان والذين يمثلون مواطني الهامش , وفي خضم ذلك ارتفع نسبة الفقر والجهل والامية والبطالة , لذا من الطبيعي نتاج جيل من شاربي السلسيون واطفال المايقوما فاقدي الابوين وباقي ضحايا هذا النظام.
وبإسم الإسلام الحضاري ظهر بعض من الكائنات الدغمائية اصحاب التفكير المغلق المحدود والمصابين بداء ((شيزوفرينيا)) والذين ينظرون الي انفسهم كشعب الله المختار غير مقرين بالتنوع الإجتماعي المكونة لهوية الدولة السودانية ومحاولين إصباغ صفة العروبة لتلكم الجماعات الإجتماعية . امثال المدعو : الطيب مصطفي وصحيفته ( الإنتباهة ) , وهي الواجهة الحقيقية لنظام الجبهة الإسلامية ببثها وإحيائها النعرات الدينية وإثارة التناقضات العرقية بين أبناء الوطن الواحد ودعوتها لتقسيم السودان بمفهوم ديني بحت وإستخدام الدين كغطاء ودثارا ايدلوجيا لتحقيق اهدافهم المنادية بدولة الإسلاموعروبية وطمس هوية باقي الجماعات والكيانات الإجتماعية عبر تضليل الشعب السوداني علي ان الدين مستهدف وتارة علي ان العروبة مستهدفة .
وبإسم المشروع الحضاري تم قتل وإغتصاب وإنتهاك كامل لحقوق الإنسان لسكان دارفور بدون وازع ديني او اخلاقي واطلاق يد المليشيات (الحرب بالوكالة) لمحاربة الحركات الدارفورية المطالبة بحقوق الإقليم من تنمية ومشاركة في السلطة وغيرها من حقوق المواطنة , مما نتج عن ذلك موت مئات الالاف من الابرياء , لكن وبكل اسف وبمنتهي الإسفاف والإستخفاف بالنفس البشرية عندما سئل احد قيادات الإسلام الحضاري عن جملة الضحايا قال : عشرة الف بس , يمكن يكون ديل ما بشر.
حكمة اليوم
مهداء الي صحيفة الإنتباهة وكتابها ( التجمع العربي او دولة الإسلاموعروبية ) يقال ان احد السودانين المتملقين والمكنكشين علي انه عربي ومن دولة عربية ذهب الي احدي دول الخليج , فرأه احد من مواطنين تلك الدولة فقال له: تعال يا عبيد (بكسر العين)جيت تعمل شنو هنا , ما قلنا ليكم كلنا سودانيين فحسب
محمد ادم الحاج يوسف
الخميس يونيو 09, 2011 11:55 pm من طرف ود المكابراب