ارض التاكا الابية ( كسلا - البحر الاحمر- القضارف )
عزيزي الزائر مرحبابك اكوبام دبايو مسكاقرو عافياكلو في شبكة ومنتديات كسلا هاي كل الجمال والطيبة...تفضل بالتسجيل او بالدخول الى عالم كسلا هاي الرائع
ارض التاكا الابية ( كسلا - البحر الاحمر- القضارف )
عزيزي الزائر مرحبابك اكوبام دبايو مسكاقرو عافياكلو في شبكة ومنتديات كسلا هاي كل الجمال والطيبة...تفضل بالتسجيل او بالدخول الى عالم كسلا هاي الرائع
ارض التاكا الابية ( كسلا - البحر الاحمر- القضارف )
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي شامل يخص قضايا الوطن عامة وأرض التاكا (البحر الاحمر - كسلا - القضارف) بالخصوص لرفعتها وعزتها
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
علي الشيخ - 501
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
عبدالسلام محمد - 259
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
نبيل الطاهر - 201
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
حسين اري - 194
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
شحوتاي - 194
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
تاجوج - 191
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
الجفال - 181
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
ودابيب - 148
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
جواهر - 130
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
عادل سليمان - 128
صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_rcapصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_voting_barصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_vote_lcap 
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأخيرة
    » ورشة عمل : إدارة التسويق والمبيعات – اسطنبول – تركيا من 7 – 16 ابريل 2013
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 06, 2013 4:01 pm من طرف زائر

    » ورشة عمل : الاتجاهات الحديثة في إدارة المشتريا والمخازن - الجودة الشاملة – تطبيقات تكنولوجيا المعلومات إسطنبول – تركيا للفترة من 7 – 11 إبريل لعام 2013
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالأحد فبراير 03, 2013 3:34 pm من طرف زائر

    » ورشة عمل: التخطيط الاستراتيجي دبي–الإمارات العربية المتحدة للفترة من 17 – 26 فبراير لعام 2013
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 19, 2012 5:16 pm من طرف زائر

    » الداخلية ترفع حالة الاستعداد للدرجة القصوى لمواجهة الفيضانات والسيول..كسلا والنيل الأبيض ودارفور تشهد أمطارًا فوق المعدل
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 14, 2012 4:58 pm من طرف زائر

    » منقول / المسلمون في بورما ميانمار لا بواك لهم
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 24, 2012 5:46 pm من طرف علي الشيخ

    » نصيحة للرفاق...أهل الإلحاد و النفاق!!
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالسبت يوليو 21, 2012 9:25 pm من طرف زائر

    » أي فضيحة هذه.. وأي خيانة.. يا عرمان..!! لماذا تستدعي الأجنبي؟!.
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2012 4:22 pm من طرف علي الشيخ

    » نتيجة إمتحان الشهادة السودانية للعام 2012 م
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2012 1:01 am من طرف عبدالسلام محمد

    » السكرتير الصحفي السابق لعمر البشير يلمح إلى تورط إخوانه في إغتيال الزبير محمد صالح
    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 15, 2012 5:34 pm من طرف عبدالسلام محمد


     

     صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    عبدالسلام محمد
    مشرف
    مشرف
    avatar


    ذكر
    عدد الرسائل : 259
    العمر : 46
    الموقع : المملكة العربية العربية السعودية / جـــــدة
    العمل/الترفيه : مجموعة شركات ومؤسسات سلطان سعود السبيعي للتجارة والمقاولات والصيانة
    المزاج : رايــــــــــــــــــــــــــق وحلو
    علم البلد : 58
    الاوسمة : 7
    SMS : amokassala@hotma.com
    كن مع الله ولاتبالي
    تاريخ التسجيل : 21/07/2009

    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) Empty
    16052011
    مُساهمةصراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)

    كاتب هذا المقال الصحفي طلحة جبريل ــــــ جريدة الشرق الاوسط اللندنية
    في أول لقاء يعقد في نيفاشا الكينية عام 2004، اجتمع علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، مع العقيد جون قرنق دي مابيور، قائد الحركة الشعبية الراحل. خلال ذلك اللقاء، وحتى قبل أن يعرف كل طرف من طرفي الحرب المنهكة، إلى ما ستقود إليه نتائج مفاوضات صعبة وطويلة، حافلة بالشكوك والظنون، أبلغ علي عثمان العقيد جون قرنق، أن منصب «النائب الأول لرئيس الجمهورية» سيكون من نصيبه، بغض النظر عن طبيعة الاتفاق الذي سيتوصل إليه الجانبان. كان الجانبان قد اتفقا على أن أي اتفاقية للسلام يجب أن تعتمد مبدأ «اقتسام الثروة والسلطة». في ذلك الوقت أدرك الجانبان أنهما يخوضان حربا خاسرة، حرب بلا منتصر. لكن من المؤكد أنها ستكون حرب المهزومين إذا استمرت، حتى وإن تباينت الشعارات في كل جهة.
    صعد نظام الخرطوم من وتيرة الحرب في مطلع التسعينات تحت شعار «الجهاد المقدس»، معتبرا أن كل من يقاتل في الجنوب هو «مجاهد»، وأن قتلى تلك الحرب هم «شهداء». وبلغ الهوس الديني وقتها مداه، عندما كان يتم الاحتفاء بأولئك «الشهداء» من خلال ما أطلق عليه وقتها «عرس الشهيد»، بحيث يتحول سرادق العزاء إلى «عرس».
    وفي جانب الحركة الشعبية، كان من يسقطون في القتال بدورهم «شهداء» من أجل انبثاق «سودان جديد»، لا مجال فيه للتهميش أو المهمشين، سودان يتساوى فيه الناس على أساس المواطنة. وكان ذلك اعتقادهم، على الرغم من أن الحرب كانت حرب انفصال.
    ذلك كان في العلن، لكن خلف الأبواب الموصدة وبعيدا عن الشعارات المعلنة، كان الجانبان يعلمان أنهما يريدان «انفصال الجنوب» ولكل جانب مبرراته. بعد مفاوضات شاقة توصلا في التاسع من يناير (كانون الثاني) 2005 إلى صياغة «اتفاقية نيفاشا» وهي الاتفاقية التي باتت تعرف رسميا باسم « اتفاقية السلام الشامل». تلك الاتفاقية كانت استثنائية بكل المقاييس، تكفي الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي انتقل بكامل عضويته إلى العاصمة الكينية، بل وعلى مستوى وزاري، لإقرار الاتفاقية التي أصبحت دولية، ولم تعد هي اتفاقية «علي عثمان وجون قرنق» كما أطلق عليها السودانيون. ومنذ لحظة التوقيع كان الجانبان يدركان أنها ستقود إلى «الانفصال»، وأن ما يقال حول «وحدة جاذبة» كان بمثابة بحث عن قنافذ في عز الشتاء.

    قبل أن تجري كل المياه تحت كل الجسور، وحين أبلغ علي عثمان جون قرنق بقرار الخرطوم، بأنه سيكون «النائب الأول»، كان في الواقع يريد إرسال رسالة واضحة، مفادها أن «اقتسام السلطة» خلال المرحة الانتقالية وهي المرحلة التي سيتم الاتفاق عليها لاحقا لتمتد من 2005 إلى 2011، لا يوجد حولها إشكال. كان إلى جانب علي عثمان محمد طه في غرفة الفندق الدكتور نافع علي نافع، الشخصية الصدامية المثيرة للجدل، الذي تقلب في مختلف المواقع التنفيذية بعد أن بدأ مسؤولا في جهاز الأمن والمخابرات. كان نافع يسمع ولا يتحدث.
    بعد سبع سنوات من ذلك المشهد، سيكون هناك فصل آخر من فصول «اقتسام السلطة» في الخرطوم. هذه المرة لم يكن فصلا يتم التفاوض حوله، كما جرى في نيفاشا، بين علي عثمان وجون قرنق، بل سيكون صراعا مكتوما. لكن مؤشراته راحت تزداد وضوحا عندما أيقنت أطرافه أن الجنوب سيمضي إلى حال سبيله، وأن «دولة الجنوب» سيرفرف علمها حتما.
    كان صراع هذه المرة حول «الرئاسة والقرار». صراع مراكز قوى، في كل مرة يتقدم أحد أطرافه يتراجع طرف آخر، ثم لا يلبث الطرف المتراجع أن يسعى أن يكون طرفا متقدما. وأداة الصراع هي المواقع داخل «القصر الجمهوري» المطل على النيل الأزرق ببنايته البيضاء وحدائقه الخضراء. ثم انتقل إلى السلطة التنفيذية كنتيجة حتمية، وفي بعض الأحيان دوائر المال، خاصة بعد أن ظهرت رغبات جامحة في استغلال النفوذ المالي، كجزء من الصراع وبعض المستفيدين تقترب رغبتهم في الثراء إلى حد مراكمة الشبهات، وحرصهم على توظيف علاقتهم بمن هم في موقع القرار.
    وفي بعض الأحيان اختلطت مسألة تنمية الثروات الشخصية بالقرار السياسي، ثم ما لبثت أن راحت تميل أكثر لصالح رأس المال وإن على استحياء في بداية سنوات الإنقاذ. لكن مع توالي السنوات وظهور «الذهب الأسود» أصبحت العلاقة بين القرار السياسي ورأس المال مسألة عادية تعرض نفسها على الساحة في جسارة وفي بعض الأحيان في استعلاء. وبات طبيعيا أن تلتقي مشروعات رأس المال بسهولة مع مشروعات تعزيز المواقع السياسية.
    كان الصراع في بداية الإنقاذ صراعا سياسيا داخل أجنحة الحركة الإسلامية، التي وجدت انها استولت بانقلاب عسكري شارك فيه مدنيون من عناصر هذه الحركة، في تجربة غير مسبوقة في تاريخ الانقلابات في بلد أدمن ضباطه لعبة الانقلابات، إلى حد أن جربتها الأحزاب التقليدية والعقائدية على حد سواء.
    عندما قررت «الجبهة القومية الإسلامية» في أواخر الثمانينات الانقلاب على حكومة الصادق المهدي المنتخبة، أناطت أمر التنفيذ بسبعة أشخاص، هم الدكتور حسن الترابي الأمين العام للجبهة، إضافة إلى ستة من القياديين، هم علي عثمان محمد طه، وعلي الحاج، وياسين عمر الإمام، وعوض أحمد الجاز، وعبد الله حسن أحمد، وإبراهيم السنوسي. وقضت عملية التمويه حول الهوية السياسية للانقلاب، أن يعتقل الدكتور حسن الترابي ومعه ياسين عمر الإمام، في حين يبقى اثنان من الستة خارج البلاد تحسبا للمفاجآت، في حين يعمل اثنان في سرية تامة مع مجلس قيادة الثورة برئاسة العميد حسن أحمد البشير، الذي ستتم ترقيته إلى رتبة فريق ثم لاحقا إلى رتبة مشير. هذان الاثنان هما نائب الأمين العام للجبهة القومية الإسلامية علي عثمان محمد طه، وعوض أحمد الجاز.
    وكان أن بقي الترابي معتقلا في «سجن كوبر» الشهير في السودان الذي يوجد على الضفة الأخرى من النيل الأزرق، وثمة صدفة جغرافية ماكرة جعلت «مقر الحكم» أي «القصر الجمهوري» في الضفة الغربية، في حين جرت العادة أن يعتقل مناوئ الانقلابات في «سجن كوبر» في الضفة الشرقية.
    وكانت تلك أول مرة في تاريخ الانقلابات العربية والأفريقية، يعتقل فيها المدبر الفعلي للانقلاب في عملية تمويه، أدركتها مبكرا أحزاب المعارضة بحسها السياسي. وبقي الترابي معتقلا مدة ستة أشهر، وخلال تلك الفترة عزز علي عثمان محمد طه نفوذه. إذ راح عمليا يرسم السياسات للنظام الجديد، ثم يتولى فعليا تعيين الوزراء والمسؤولين التنفيذيين، ويحسم في القرارات المهمة. كل ذلك من «مكان ما» داخل العاصمة السودانية. هذه الفترة جعلت نفوذ الرجل كبيرا. وبعد «الإفراج» عن حسن الترابي، وتوليه مقاليد الأمور، اكتفى بمنصبين في استلهام أقرب ما يكون إلى التجربة الإيرانية، إذ تولى رئاسة البرلمان، والأمانة العامة للمؤتمر العربي الإسلامي، وكانت مظلة للتعامل الخارجي.
    في تلك الفترة «أبعد»علي عثمان محمد طه إلى وزارتين، الأولى أطلق عليها اسم «التخطيط الاجتماعي» وكانت تعتبر «أم الوزارات»، تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ثم «أبعد» بعد ذلك إلى وزارة الخارجية. وقبل الإطاحة بالترابي في انقلاب أبيض في ديسمبر (كانون الأول) عام 1999، أي بعد عقد من الصراعات والخلافات المكتومة، كان علي عثمان محمد طه قد عاد قويا إلى «القصر الجمهوري» في منصب نائب الرئيس.
    ولعل من الأمور التي لا تزال غامضة هي دور علي عثمان محمد طه في إبعاد الترابي. إذ تقول مختلف المصادر بما في ذلك القريبة من الترابي نفسه أنه لم يكن على علم بمذكرة تقدم بها 10 من قيادات الحركة الإسلامية إلى مؤتمر «المؤتمر الوطني» الذي أصبح الحزب الحاكم وشملت عضويته أعضاء الحركة الإسلامية وآخرين من الذين انتقلوا إلى صفوف النظام، وبعضهم كانوا من معارضيه في فترات سابقة. تلك المذكرة عرفت باسم «مذكرة العشرة» ووقعها كل من نافع علي نافع (مساعد رئيس الجمهورية حاليا) وأحمد علي الإمام (مستشار رئيس الجمهورية حاليا) وإبراهيم أحمد عمر (مستشار رئيس الجمهورية ورئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني حاليا) وغازي صلاح الدين (المكلف بمفاوضات دارفور)، وسيد الخطيب، وبهاء الدين حنفي، وحامد تورين وعثمان خالد مضوي وبكري حسن صالح، (وزير شؤون الرئاسة حاليا)، وعلي أحمد كرتي (وزير الخارجية).
    كانت تلك المذكرة بداية الانقلاب على حسن الترابي من حوارييه، وهو انقلاب سيؤدي إلى ما أطلق عليه «الإسلاميون» تعبير «المفاصلة»، حيث انقسمت الحركة الإسلامية على نفسها، جزء منها بقي إلى جانب الترابي، والجزء الأكبر بقي تحت شجرة السلطة يستظل بظلها. بعد خروج الترابي، استعاد علي عثمان محمد طه نفوذه كاملا. وأصبح رجل النظام القوي، ومن هذا الموقع قاد وفد الحكومة المفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق.
    يتحدر علي عثمان محمد طه من قرية «الكرفاب» إحدى قرى مناطق قبيلة «الشايقية» في أقصى شمال السودان، لكن أفرادها منتشرون في جميع أنحاء السودان خاصة منطقة الجزيرة في وسط البلاد وبعض مناطق غرب السودان في كردفان، وهي قبيلة كبيرة من أصول عربية، تاريخها حافل بالنزوع نحو التمرد، اشتهرت بمقاومتها للغزو التركي للسودان في القرن التاسع عشر، في معركة تعرف باسم «كورتي». وثمة مقولة في السودان تقول إن أفراد هذه القبيلة يصلحون لأمرين، إما الجندية أو الزراعة، كان ذلك مؤكدا في وقت مضى لكن الثابت كما يقول الكاتب السوداني الطيب صالح إن منطقة الشايقية «منطقة مفعمة بتاريخها، وزاخرة بعاداتها وتقاليدها المتسامحة يعيش أهلها داخل مجتمع متساكن ومندمج، لديها بيئة تصنع ثقافتها بنفسها وهي منطقة لها ثراء ثقافي، وناسها يتمتعون بذكاء حاد».
    علاقة علي عثمان محمد طه بمنطقته ليست متينة، ذلك أنه عاش وتربى في الخرطوم، إذ نزحت أسرته إلى حي «السجانة» في جنوب العاصمة، وكان والده يعمل حارسا في حديقة الحيوانات.
    يقول الذين يعرفون فترة صباه، أنه كان هادئا ومسالما، وكان مبرزا في دراسته، ويميل إلى القراءة، وله قدرة على التعبير عن نفسه بوضوح. بيد أن «الصبي» سيختلف عن «السياسي»، إذ يعرف عنه أنه مقل جدا في الكلام، ربما يستمع ساعات، ويكتفي بهز رأسه دون أن ينبس، إلى حد أن من يتحدث إليه لا يعرف إطلاقا ما هو رأيه. منذ المرحلة الوسطى (الإعدادية) ارتبط بالحركة الإسلامية، وتجلت قدراته القيادية في أن أصبح رئيسا لاتحاد الطلاب في المرحلة الثانوية، كما أصبح رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم إبان حكم جعفر نميري (أسقطته انتفاضة شعبية في أبريل (نيسان) عام 1985) وهو موقع له أهمية كبيرة على المستوى السياسي. عمل بعد تخرجه من كلية القانون في سلك القضاء وأصبح قاضيا، وعندما تصالحت «الجبهة القومية الإسلامية» مع نميري صار عضوا في برلمان نميري وكان هو رائد مجلس الشعب (أي المتحدث البرلماني باسم الحكومة).
    رجل صامت أغلب الوقت. جامد الملامح. يمشي متمهلا. داكن البشرة، شعر رأسه اشتعل شيبا. لا يحفل كثيرا بهندامه. يحمل دائما معه عصى. يحتفظ بكل أوراقه قريبة إلى صدره. صوته خفيض فيه بحة، لا يجيد فن الخطابة. خجول التصرف ومتحفظ. كثيرون يرون في أسلوبه دهاء. لا تعرف أين ومتى وكيف يوجه ضرباته. يأخذ كل شيء لكن بالتقسيط. إذا اشتد عليه الخناق يترك الوقت للوقت ويوظفه لتقوية أوراقه الرابحة. خططه دائما تعتمد على تراكم أخطاء خصومه ومنافسيه. يطبق أسلوب الغموض وأحيانا يصبح اللقاء به في حد ذاته موضوع تفاوض. أعصاب باردة. يسير إلى أهدافه بصبر وأناة. لا يتأثر ولا يثور. ينأى بنفسه عن المال والطامحين لاكتنازه، إذا أصبح اسمه خامدا، يسعى جاهدا أن يعود إشعاعه. يقدم نفسه دائما على أساس أنه رجل الحل. بعد توقيع اتفاقية نيفاشا بين الشمال والجنوب والزخم الذي خلقته تلك الاتفاقية، صعد نجم علي عثمان محمد طه إلى عنان السماء. وقيل وقتها إنه سيتولى كذلك «حل مشكلة دارفور» لكن بعد مضي أشهر من توقيع تلك الاتفاقية، ورحيل جون قرنق في حادث تحطم طائرة أوغندية فوق جبال الاماتونغ في جنوب السودان، راحت الأضواء تنطفئ حول الرجل، إلى حد أن بعض التكهنات أشارت إلى احتمال إعفائه من منصبه، خاصة بعد أن صرح في بروكسل بعد أشهر من توقيع اتفاقية نيفاشا أن السودان يمكن أن يقبل بوجود «قوات دولية»، وكانت النبرة عالية وقتها لرفض تلك القوات، لكن الخرطوم سرعان ما قبلت ما يسمى بالقوات الهجين التي تضم قوات أممية وأفريقية (يوناميد). ثم تعززت تكهنات انحسار نفوذه، بعد ذلك عندما ذهب علي عثمان إلى عطلة طويلة في تركيا عام 2007. وراحت سماء الخرطوم تتطاير فيها التكهنات وتتناسل في مجالسها الشائعات. كانت هناك حقيقة واحدة، برزت وسط طوفان الأخبار والشائعات والتكهنات. حقيقة تقول إن الصراع في أعلى هرم السلطة في السودان اتخذ لأول مرة «طابعا قبليا». هذه الحقيقة أكدها قرار مدوّ اعتبر وقتها بمثابة «انقلاب قصر».
    جاء إعلان الانقلاب في خبر مقتضب من 40 كلمة. الخبر اشتمل على عنصرين «مرسوم جمهوري بتعيين الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) مستشارا لرئيس الجمهورية». ثم «مرسوم جمهوري آخر بتعيين الفريق مهندس محمد عطا المولى مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات الوطني». كان خروج قوش من «إمبراطورية الأمن» يمثل في بعض جوانبه نكسة أخرى وضربة موجعة إلى «السيد النائب» كما يقول الرسميون في السودان، أي علي عثمان محمد طه. علي عثمان وصلاح قوش وعوض الجاز، ثلاثتهم من «الشايقية». بالنسبة إلى الجاز، الذي تقرر ضمه إلى المكتب القيادي للجبهة القومية الإسلامية عام 1985، سيتولى بعد نجاح انقلاب الإنقاذ، وزير شؤون مجلس الوزراء، حتى أصبح عمليا رئيسا للوزراء، ثم نقل إلى وزارة الطاقة وهناك ارتبط اسمه بالنفط الذي تدفق في البلاد، ونقل بعدها إلى وزارة المالية، لكن هبوب عواصف صراعات مراكز القوى نقلته إلى وزارة الصناعة، وهي أقل أهمية من كل المواقع التي شغلها. ثم إن علي عثمان سيحمل مسؤولية «أخطاء نيفاشا» التي أدت من وجهة نظر خصومه إلى انفصال الجنوب، وجرى تهميشه.
    الآن أصبح يقود نافع علي نافع التيار المضاد لنفوذ علي عثمان، ومجموعة «الشايقية» كما باتت تسمى في مجالس الخرطوم. هذا الرجل، الذي يتولى حاليا منصب «مساعد رئيس الجمهورية» يتحدر أصلا من قبيلة «الجعليين» التي تعتبر شندي هي حاضرتها، وهو ينتمي من جهة الأم إلى قبيلة «البطاحين» الرعوية التي تعيش في منطقة تمتد من شرق الخرطوم إلى حدود مناطق قبائل البجة في شرق السودان. ويعرف عن «الجعليين» حماستهم واعتزازهم الشديد بانتمائهم القبلي، وشهامتهم، وأسلوبهم المباشر في التعامل مع الأمور. درس نافع علي نافع في كلية الزراعة في جامعة الخرطوم، انتمى للإسلاميين منذ فترة دراسته الثانوية، وكان تولى في سنوات الإنقاذ الأولى منصب نائب رئيس جهاز الأمن الفريق محمد السنوسي، وارتبط اسمه بخروقات كثيرة ارتكبها الجهاز في تلك الفترة، من بينها معتقلات عرفت باسم «بيوت الأشباح» وهي معتقلات سرية تعرض فيها بعض المعتقلين السياسيين إلى التعذيب إلى حد أن بعضهم مات تحت وطأته. وتولى نافع لفترة منصب وزير الزراعة، كما تولى مواقع قيادية في «المؤتمر الوطني».
    يتحدث نافع دائما بحماس زائد، وهو مباشر في حديثه. طويل القامة، يروقه أن يرتدي ما يريد، سواء كان زيا عصريا أو زيا سودانيا، وأحيانا حتى زي رعاة في شرق السودان. لا يعرف الكثير عن مراحل دراسته قبل الجامعية، أو تفاصيل حياته الأسرية. كتوم. فيه لمسة غموض، ولمسة من العبوس ولمسة من المرارة. يدافع عن موقفه بغطرسة وشراسة. له جرأة في انتقاد خصومه تصل حد الوقاحة. لا يتراجع عندما يكون ضعيفا ولا يتساهل عندما يكون قويا. يهزأ بكلام المثقفين وتحليلاتهم. لا يبحث عن معنى الأحداث بل يعطيها المعنى الذي يريد. تارة صامت وأحيانا مهول وعنيف. يحب أن يربح بالضربة القاضية. ذقنه مرتفعة تدل على السطوة. متواضع إذا أراد، قاس إذا تطلب الأمر قسوة. رجل صعب المراس ويصعب فهمه. متحفظ جدا. حذر ومنطو على نفسه. قليل الانشراح. صرامته المفرطة تضيق هامش التسامح. له ميل مقلق لإثبات صواب مشورته مع تسفيه مشورة الآخرين. هاجسه المستمر رغبته في تمديد مهمته لذلك فهو على استعداد للالتفاف حول الحقائق بظن قدرته على البقاء بذاته وصفاته سواء كانت أسباب استدعائه قائمة أم أنها انتهت. زلق وغامض وطموح إلى أبعد الحدود وإلى درجة لا ترحم. نجح نافع حتى الآن في صراع مراكز القوى، إذ إن انتماءه إلى القبيلة نفسها التي يتحدر منها الرئيس عمر البشير، ساهم في أن يتقدم في معركة صراع مراكز القوى، بحيث قلص نفوذ علي عثمان، وأبعد صلاح قوش مع ضباط آخرين من جهاز المخابرات، وسلم عددا ممن يسمون «ضباط شندي»، أي منطقته القبلية، الكثير من الصلاحيات والسلطات، وعمل على تهميش عوض الجاز، مستغلا خلافا بينه وبين أسامة عبد الله وزير الكهرباء حول الميزانيات عندما كان الجاز وزير المالية، وأسامة عبد الله من الوزراء المقربين من الرئيس البشير، إذ إنهما أبناء حي واحد هو «حي كوبر» في شرق النيل، وهو الذي تروج أوساطه حكاية «نفوذ الشايقية» في هرم السلطة.
    خلق نافع تحالفا مع مجموعة أخرى يطلق عليهم «النوبيون» بحكم انتمائهم القبلي، وهي مجموعة تضم بكري محمد صالح وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وعبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، وأحمد علي الإمام مستشار الرئيس للتأصيل، ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس. هكذا وظف نافع علي نافع النبرة القبلية المتزايدة في هرم السلطة، لتعزيز نفوذه. الآن وبعد أن مضى الجنوب إلى دولته، وهي قضية كانت توحد جميع الأجنحة في مواجهة الحركة الشعبية، أصبح هناك اختلال شديد في التوازنات نتيجة لاختفاء الصيغة التي اعتمد عليها الجميع في إدارة الصراعات. صيغة الكتمان. وهكذا أضحت الخرطوم التي أصبحت الآن عاصمة الشمال فقط، مقبلة على فترة صراعات مراكز قوى مستعرة، تتدثر ولأول مرة بالرداء القبلي. كل مجموعة تنتمي إلى قبيلة ما ترغب في أن تشد الرحال


    عدل سابقا من قبل عبدالسلام محمد في الإثنين مايو 16, 2011 1:12 am عدل 1 مرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش) :: تعاليق

    avatar
    رد: صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)
    مُساهمة الإثنين مايو 16, 2011 12:59 am من طرف عبدالسلام محمد
    الاخوة اعضاء المنتدي
    تماما كما جاء في قراءتي للمقال اعلاه وجدت ان تطورات الصراع بين قطبي المؤتمر الوطني وسلطة الانقاذ..العنيدين ..نافع ..وقوش ..لم يصمد الرئيس البشير كما توقعنا تحديدا وقبل ساعات فقط علي موقفه في التوسط بين الرجلين ..فلم يلبث بعض يوم حتي حسم الصراع لصالح ظله ..السياسي والقبلي ..نافع الذي دون شك تنفس الصعداء الأن لازاحة خصمه ..الذي سيكتفي بالطبع بمقعده النيابي.. ولن يجلس علي الأقل ولو الي حين في المقاعد الأمامية للمكتب القيادي للحزب الحاكم وان ظل عضوا فيه ..
    فهل ستكون عضة نافع..قاتلة لطموح قوش ..فيستسلم لها بهذه السهولة وهو الذي عرف عنه تاريخه الأمني العنيف والباطش شأنه شأن نافع ..!؟
    فكلاهما ممسك علي الآخر ملفات تنضح بالمداد والدماء والصور الشنيعة خلف غياهب بيوت الأشباح لتعذيب الخصوم وتصفيتهم ..هذا فضلا عما تختزنه ذاكرتهما من اثباتات لن تكون موثقة الا شفاهة في عمق الذاكرة لمؤامرات حيكت لتصفية رموز من النظام ذهبوا ايضا عقابا لطموحاتهم أو مواقفهم ..الي جانب معرفة كلا الرجلين لتفاصيل يمكن ان توجه سهاما من كليهما لأخيه ..فيما يتصل بالتخطيط لغزوات خارجية كحادثة محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك التي حسبت علي نافع تخطيطا و تنفيذا..فيما حسب علي قوش..أجر مناولة معلومتها لاجهزة المخابرات المصرية لاسيما في فترة شهر العسل التي مرت بينه ورئيسها السابق اللواء عمر سليمان ..
    الان خرج قوش ..وربما مثلما درجت الانقاذ مع أعضاء محفلها المخطئين أو المفسدين أو المغضوب عليهم باعطائهم استراحة محارب من قبيل التاديب الناعم.. هل قد يعود الرجل الي السلطة ان هي أمتدت ايامها لا قدّر الله من باب اخر.. ؟ أم أن حليف الولايات المتحدة ومخابراتها سيلعب بورقة علاقته بهما بعد انقضاء عدة طلاق الجنوب ليدخل في معركة تكسير عظام مخابراتية ويرمي بتلك الورقة التي لاشك فيها من السطور ما يفيد الجنائية ويبلل الطريق أمام الرئيس البشير فينزلق ساقطا قبل أن يكمل ولايته الثانية ليحسم الأمر لحليف قوش الصامت في ذكاء الثعلب المتماوت تربصا بالفريسة ..علي عثمان ؟
    فلا شك أن صراع الظلال .. لن يكون هو خاتمة المطاف ..لصراع الأفيال نفسها الذي كما ذكرنا بالأمس يتعدي مربع الانقسام السياسي الي خطورة التصنيف الجهوي ..في مرحلة دون ريب تنحصر فيها الانقاذ حكومة وحزبا عند زاوية حرجة ..وهي تسعل من جراء غبار الثورات الذي يحف بيت سلطتهم من كل جانب وان كابروا بالنكران فانه يتسلل من النوافذ والثقوب ..التي لن يكون آخرها الشرخ الذي احدثه الرئيس البشير في جدار خصومه اليوم باعفاء صلاح قوش ..اذ ان هناك الكثيرون من سيتململون داخل حافلة النظام.. ربما ينزلون في محطات قريبة أو يحاولون مصارعة قائد المركبة ..فترتبك في سيرها ..وتسفر المعركة التي كان لها من تراكمات الماضي أثرا في تداعيات الحاضر وقطعا سيكون لها ما بعدها في رسم صورة الغد الذي نتمني أن نعيشه آحرارا بدون كل الفرقاء الذين احترقت ورقتهم جميعا ..بحكم انتهاء الصلاحية وتقادم الزمن وموت الفكرة والمشروع ليحقق الله احلامنا بعونه وارادتنا .. بعد ذهابهم الي مزابل النسيان
    ولنا عودة انشاء الله


    عدل سابقا من قبل عبدالسلام محمد في الإثنين مايو 16, 2011 1:18 am عدل 1 مرات
    avatar
    رد: صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)
    مُساهمة الإثنين مايو 16, 2011 1:09 am من طرف عبدالسلام محمد

    اعزائي الاتذكرون , كيف اجبرت , مجموعات متطرفة , داخل المؤتمر الوطنى , مستشارية الامن القومى , ( التي يرأسها قوش ) , على اقالة اللواء عمر حسب الله من منصبه ( الامين العام لمستشارية الامن القومى , ومسؤول مبادرة الحوار الاستراتيجى مع الاحزاب السياسية المعارضة ) , بعد حديث ادلى به فى برنامج بالاذاعة السودانية , قال فيه :

    (اذا رأت غالبية القوى السياسية السودانية الغاء الشريعة الاسلامية , فلتذهب الشريعة !) !

    لسان حال قوش يقول لحسب الله :

    انتم السابقون ونحن اللاحقون !

    نسي الناس حسب الله ! وسوف ينسي الناس قوش




    !

    وتلك الايام نداولها بين الناس , لعلكم تتفكرون ؟
    avatar
    رد: صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)
    مُساهمة الثلاثاء مايو 17, 2011 4:44 pm من طرف عبدالسلام محمد
    الاخوة الاعضاء اليكم بمقال ثاني من صراع الاسلاميين
    أكدت مصادر عسكرية بعد غزوة حركة العدل و المساواة لأم درمان أن الفريق عبد الرحيم محمد حسين كان وراء الانتقادات التي وجهت من قبل المؤسسة العسكرية للفريق صلاح عبد الله قوش و أدت إلي إبعاده من جهاز الأمن و المخابرات و بعد إبعاد الفريق قوش كانت له العديد من الاتصالات بعدد من قيادات الأسلحة في القوات المسلحة و عدد من ضباط جهاز الأمن و المخابرات إضافة إلي شباب من الحركة الإسلامية و كان بعضهم دائم الحضور إلي الفريق في منزله بنمرة 2 وكانت التقارير تذهب إلي عبد الرحيم محمد حسين من قبل الاستخبارات العسكرية ثم تقارير إلي دكتور نافع علي نافع من قبل جهاز الأمن و المخابرات و كل هذه التقارير تذهب عن طريقين للسيد رئيس الجمهورية .

    كان الرئيس البشير يعتقد أن تلك جلسات خاصة لمجموعة من الأصدقاء بحكم الموقع السابق الذي كان يشغله الفريق صلاح قوش و موقعه في التنظيم السياسي و بعد قذف طائرة إسرائيلية لعربة خاصة في مدينة بورتسودان وقتل أثنين من المواطنين كانا يستغلا العربة حدث انتقاد عنيف من قبل عدد من قيادات الأسلحة الذين كانوا يترددون علي الفريق صلاح قوش للفريق عبد الرحيم محمد حسين و طالبوا باستقالته فورا و يجب أن يتحمل هذه المسؤولية و أن يقدم استقالته من وزارة الدفاع ثم طلب الرئيس البشير الاجتماع مع هؤلاء القيادات في جلسة ليست عسكرية لمناقشة الموضوع و السماع منهم بطريق ودي و في ذلك الاجتماع تحدث اثنين من القيادات و اللذان أكدا أن الحادث يعتبر في كل الأحوال إساءة إلي القوات المسلحة و يجب من أخطأ يتحمل المسؤولية كاملة و بالتالي هم يطالبون وزير الدفاع بتقديم استقالته فورا أو أن يقدم كل رؤساء الأسلحة المختلفة مع هيئة الأركان ستقالاتهم باعتبار أن المسؤولية تقع عليهم لآن هناك خطأ جسيم قد حدث أدي إلي زعزعة ثقة المواطن في القوات المسلحة و أنها لم تستطيع رد العدوان علي البلاد و المواطنين.

    أكدت المصادر أن القائدين اللذين تحدثا معروف عن علاقتهم داخل القوات المسلحة بعدد واسع من الضباط و الجنود و هم من عناصر الحركة الإسلامية غير المشكوك في ولاءهم كما أن العناصر الإسلامية جميعها في القوات المسلحة تكن لهم التقدير و الاحترام و أكد لهم الرئيس البشير أنه سوف يعالج القضية بروية و في اليوم التالي أصدر قرارا بنقلهم خارج العاصمة نقل أحدهم إلي القيادة الشرقية و الثاني إلي دارفور و هذا الموقف أكد أن النقد لم يأتي اعتباطا بل أن هناك مجموعة منظمة داخل القوات المسلحة و في هذا الوقت كان الفريق صلاح قوش تحت المراقبة المستمرة و عندما جاءت المشادة بين الفريق قوش و دكتور نافع و كان رد الفريق قوي عندما قال إن حديث نافع يخصه و هي كانت رسالة موجهة من أجل فتح طاقة الصراع علي مصراعيها لذلك عجل الرئيس البشير بالاجتماع مع الفريق عبد الرحيم محمد حسين و الفريق بكري حسن صالح و الفرق محمد عطا و الدكتور نافع علي نافع و قطبي المهدي و قرروا إقالة الفريق صلاح قوش فورا من مستشارية الأمن القومي و من بعد من الحزب حتى لا يجد حجة للاجتماع بعناصر من القوات المسلحة و الحزب و إن إبعاده سوف يشل حركة الآخرين و يعطل أية عمل مخطط في الفترة الحالية لمراجعة حساباتهم كما أن حديث الرئيس في جنوب كردفان حول الحرب يريد أن ينقل الحديث داخل القوات المسلحة من حالة التوترات إلي مواجهة حرب محتملة في جنوب كردفان و أبيي خاصة عندما قال سوف نقلع "الجلاليب و العمم" و نرجع للكاكي باعتبار أن هناك توترا داخل القوات المسلحة و حالة غير مطمئنة و لا يمكن معالجتها إلا بخلق أزمة جديدة تغير مسار التفكير هو الذي حدي بالرئيس أن يتحدث بهذه اللغة العنيفة.

    القضية الأخرى أن كمال عمر المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي عندما قال أن المؤتمر الشعبي سوف يسقط حكومة الإنقاذ في أقل من شهر لم يأتي حديثه من فراغ إنما هناك معلومات تسربت بحالة التوتر الحادثة داخل القوات المسلحة و التي تعتقد أن الدولة التي يجب أن يحموها ما عادت هي و أن هناك حالة من الفساد و الأزمات المستمرة سببها ضعف القيادة التي لم تستطيع إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه البلاد و قد أثر و زاد التوتر وسط الإسلاميين حديث عدد من القيادات الإسلامية الخارجية اثناءالزيارة التي قاموا بها للسودان لحضور مؤتمر القدس حيث تحدثوا بصراحة شديدة أن الحركة الإسلامية في السودان تحتاج إلي مراجعة كبيرة و إعادة للبناء و هم مستعدين علي المساهمة في ذلك هذه التصريحات جعلت بعض القيادات تسعي من أجل إعادة إنتاج الحركة الإسلامية مرة أخري كما أن التوترات داخل القوات المسلحة هي التي ضغطت لإطلاق سراح الدكتور الترابي الذي علم بمجمل تلك التحركات لذلك أعلن أنه بصدد الشروع في تأسيس تنظيم جديد يضم كل العناصر الإسلامية في المؤتمرين و هو التحدي الذي يواجه الإنقاذ من داخلها
    .
    زين العابدين صالح عبد الرحمن
    avatar
    رد: صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)
    مُساهمة الثلاثاء مايو 17, 2011 4:59 pm من طرف عبدالسلام محمد
    وكمان مقال ثالث لفتحي الضوء
    ثمةُ معلومات مؤكدة توفرت لنا من مصادر عليمة ووثيقة الصِلة بدوائر مُتنفذة في النظام.. تقول إن خلافات عميقة تجري في أوساط العُصبة الحاكمة في السودان، وذلك جراء تقييمها للمتغيرات التي اجتاحت دول الإقليم (تونس ومصر) ونتج عنهما تغييرات جذرية في هيكل الدولة، وكذا الأخرى المتواصلة في (ليبيا واليمن) والتي قد تسفر عن أمور متشابهات. وأكدت المصادر أن التباين الذي حدث، كان في ضوء فرضية تتصور المآل الذي يمكن أن يحدث في حال امّتد سعيرها إلى مرابطهم. لا سيّما، وأن هناك قناعة سائدة في أوساط الأطراف المختلفة وفحواها، أن الظروف التي أدت إلى اندلاع تلك الثورات لها ما يماثلها في واقع النظام. وأشارت المصادر إلى أن تلك الخلافات أفرزت ثلاثة أو ربما أربعة تيارات داخل السلطة، بحسب توصيفها. واضافت إنها ارتكزت أساساً على خلافات قديمة ظلت تمور تحت السطح منذ العام 2005م أي بعد التوقيع النهائي على ما سُمي باتفاقية نيفاشا للسلام. والتي تمخضت عن ولادة تيارين، أحدهما يتزعمه علي عثمان طه والآخر يترأسه نافع علي نافع، علماً بأن لها ما يسندها من قبل. واوضحت المصادر أن الأمر كان سجالاً بين المجموعتين طيلة الفترة السابقة، إذ كانت إحداهما تستقوى على الأخرى حيناً وتُسيّر الدولة وفق أجندتها الخاصة، ثمّ لا تلبث أن تلتقط الثانية القفاز وتحذو حذوها وفق أجندتها الخاصة أيضاً. وقالت المصادر إن هذا التأرجح هو ما يُفسر الاضطراب الواضح في تسيير دولاب شئون الدولة، والذي ما فتىء يطفو على السطح بين الفينة والأخرى. وضربت المصادر مثلاً بقضايا كبرى كشفت عن تلك الخلافات.. مثل التدخل الأجنبي في دارفور، وكيفية التعاطي مع اتهامات المحكمة الجنائية، والعلاقات الخارجية، وبخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الخارجي. إلى جانب الشراكة مع الحركة الشعبية والعلاقة مع القوى السياسية على المستوى الداخلي. وبناءً على ما تقدم كشفت المصادر عن هوية الأجنحة المتصارعة في الظلام الآن. وقالت إن تياراً منها يعتقد أن المتغيرات الجارية فرصة لبعث (المشروع الحضاري) ويتذرع بارتفاع حظوظ (الإسلاميين) بتسنم السلطة في بلدانها. وأن التيار الثاني يرى إمكانية الانفتاح على القوى السياسية المختلفة، وذلك بالتضحية بجزء من السلطة لصالح بعض الذين يشاركونهم التوجهات العقدية نفسها. أما المجموعة الثالثة والموصومة بالتطرف فقد شرعت فعلاً في الدعوة جهراً لمضاعفة القوة وإرهاب من تسول له نفسه منازعتهم السلطان. في حين قالت إن مجموعة رابعة توصف بالكثرة وانعدام الفاعلية - كغثاء السيل - بحسب تعبيرها، وهي تقف لا حول لها ولا قوة في انتظار رسو بوصلة التطورات حتى يتسنى لها تحديد موقفها من الأحداث. وخلصت المصادر إلى أن قناعة ما تجتاح جميع الأطراف المتصارعة وتمثلت في انعدام الحلول الواقعية التي يمكن تقديمها لعموم أهل السودان بغية تعضيد مواقفها!

    هذه هي معلومات وددت أن اشركك فيها يا قارئي الصبور. ولكن أصدقك القول رغم ثقتي في مصدرها، إلا أنني لم أعرها اهتماماً في كبير شيء، أو بالأحرى لم أولها ذات الاهتمام الذي أتوقع أن تعالجها به. ليس لشكٍ في قائلها وهو من لم تلقمه الحادثات نفياً ذرّ به سمعي ذات يوم. وليس لأنها غير مهمة وهي تبدو جليةً بعكس ما يتراءى للناظرين. ولكن لأنني وطنّت نفسي على عدم التعويل على ما يجري في أروقة العصبة الحاكمة في صراعٍ يُرجى منه رميها في مزبلة التاريخ. ذلك لأن فرضية كهذه تجعلني أبدو كالعاطل عن العمل إن أسلمت لها زمامي. أو كالذي انتظر السماء أن تمطره ذهباً وهو يغط في نوم عميق. ولهذا أخشى ما أخشى أن يسرى ذات الإحساس الكذوب لك. وحينها أكون قد ساهمت من حيث أدري ولا أدري في صرفك عن أداء فروضك النضالية حتى ولو بأضعف الايمان. ولكن عوضاً عن هذا وذاك، أقول إن الثابت عندي والذي لا يحتاج لعين تتبصبص من وراء أبواب مغلقة، ولا أذن تتصلص ما يدور في صوالين مظلمة، هو أن العصبة الحاكمة تمر بأسوأ فتراتها في السلطة منذ أن اغتصبتها بليل قبل عقدين أو يزيد من الزمن. ليس رجماً بالغيب، ولكن هذا ما تأكده قرائن الأشياء لواحدٍ من المثابرين في رصد حركاتها وسكناتها آناء الليل وأطراف النهار. ولذا فالثابت عندي أن هذه الأزمة ستستفحل وتتعمق بعد شهور قلائل، وتحديداً حينما تُعلن دولة الجنوب في يوليو القادم. والثابت عندي أيضاً أن هذا الاعلان لن يكون بذات التصور الذي خدعت به العصبة نفسها، واوحت فيه لكأنما هو محض نزهة تستمر بعدها في مواصلة السلطة بالمنى والسلوى، وينعم فيها (أسد البرامكة) كذلك، بالرقص المنفرد الذي اعتاده في كل محفل. بيد أن الأمر غير ذلك تماماً. وسواء - يجهلون أو يعلمون – فالانفصال سيكون الكارثة التي ستصاحبها التزامات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى ستعجز العصبة عن الإيفاء بمطلوباتها. وعطفاً على ما سبق، فقد قلنا مراراً وتكراراً إن انتفاضة الكرامة الثالثة قادمة لا محال.. حتى ولو استبقت العصبة نفسها في بروج مشيدة!

    دعك من قولي الذي لم أمل تكراره، فتأمل بنفسك – يا هداك الله - سلوك العصبة منذ أن حدثت الانتفاضة التونسية وتواصلت برفيقتها المصرية وحتى يومنا هذا. فمنذ ذلك التاريخ وهي تعمل ما وسعها باستراتيجية سد الذرائع، أي تنظر وتمعن النظر في مسببات الثورات والانتفاضات وتوحي بمعالجتها غير عابئة بانحسار حيلها وظهور مُكرها. لعلك مثلي قد لاحظت أنها اكتشفت فجأة أن الرئيس الضرورة استبقى نفسه في سلطة ينبغي أن تكون متداولة بأكثر مما يجب. فأوحت له بطانته أن يقول للناس إنه لن يترشح لدورة (ثانية). وبغض النظر عن الافتراء في الفترة الزمنية، لكأنهم كانوا يتوقعون من السامعين أن يشقوا الجيوب ويلطموا الخدود حسرة على زهده. في حين أنه يعلم ويعلمون أن التاريخ سجل له أعظم سيئاته وهي إعلاء النعرة القبلية إلى عنان السماء بعد أن توارت خجلاً في قلوب الأوفياء. كذلك جاء نبي العصبة (الخضر) من أقصى ولايته يسعى، وقال للشباب الذين أصبحوا وقوداً للثورات إنه (خلق) لهم مليون وظيفة تسد رمقهم في العطالة والبطالة والفقر، علماً بأنهم ورفاقهم السابقين ظلوا يتقلبون على نيران هذا الثالوث ردحاً من الزمن. ثمّ تواصلت الوعود الجوفاء، فأوحى العباقرة مرة أخرى للرئيس الذي يحلو له إصدار قرارات مصيرية في الهواء الطلق، وقالوا له: اعلن عن مفوضية تدرأ الفساد في دولة أصبح الفساد عنوانها.

    ولو أن (أسد البرامكة) نظر يمينه إلى زوجه التي سكن إليها وقد تمددت ثراءً كما تتمدد الأفعى بين الحشائش لما تجشم عناء محاربة الفساد أصلاً، ولو أنه نظر يساراً لإخوته الذين ساق الله لهم رزقاً كما قال (خاله الرئاسي) لما تكبد عناء الكلام ابتداءً. هذا وذاك – يا رعاك الله - لا يحتاج لمفوضية تهدر أموال الدولة بأكثر مما هي مُهدرة. فقد أضحى الفساد لحناً على كل لسان، وصار أمراً سارت به الركبان، وقال عنه قومي في ثقافتهم العامة إنه (لا يحتاج لدرس عصر)!

    بيد أن الذي أرهق بدني وصوّص عصافير عقلي، هذه المتوالية التي لم أجد لها سبباً يزيل أوار عجبي ويطفيء نيران دهشتي. فالمتعارف عليه في ظل الأنظمة الديكتاتورية أنه كلما وهن عظمها واشتعل رأسها شيباً كعصبتا التي تمرغت على صدورنا هذه، يفترض تبعاً لذلك أن يقوي ساعد معارضيها حتى تسهل عليهم الإطاحة بها. ولكنا كُتب علينا أن نرى النقائض تسير على قدمين، فمعارضتنا السنية ضعف عودها حينما ضعف ساعد منتهكها، ووهنت إرادتها حينما تضعضعت عزيمة قاتلها. والواقع أن تلك متوالية ظلت تطل علينا من حين لآخر طيلة العقدين الماضيين. أقول هذا وقد بيّنا في الجزء الأول من هذا المقال سبباً يفسر هذا التقاعس والذي كشف عنه تسولها لحقوقها المشروعة. فهي من البراءة بمكان بحيث لم تفرق بين الإخطار بموجب القانون والحقوق التي يكفلها الدستور، وبين إراقة ماء الوجة توسلاً وتسولاً (أجد نفسي مضطراً غير باغٍ في الاستشهاد بشيء صنعته العصبة بيدها ولم تحترمه وليس ذلك بغريب) والأغرب أن متوالية الضعف هذه كانت مَلزمة ثابتة على مدى عمرها في السلطة. فلا غروّ بعدئذ أن نبحث عن معارضة فتية ولم نجدها حينما تكالبت علينا الخطوب، ورثى لحالنا من سبق ورثينا لحالهم من أمم تطاولت في الثورات!

    دعونا نتحدث بالمنطق الذي أعيى كل راصدٍ. فبعض أطراف المعارضة باتت تتحدث بلسان وتفاوض النظام بلسان. ولكن دعك مما يقولون ولنتمعن معاً فيما يتفاوضون، الأمر برمته يتركز حول كيفية المشاركة في السلطة، وأي مراقب يقول بغير ذلك يكون حسن النية. وللوصول لهذه الغاية (النبيلة) يتم تذويقها بالأهداف (السامية) مثل الحديث عن تعديل الدستور، بدعوى أن الحركة الموقعة عليه مضت لحال سبيلها. والنقطة الثانية التي يتفاوضون حولها تمحورت حول قيام انتخابات جديدة، أما الثالثة فقد اختصت بضرورة قيام حكومة انتقالية. وكلها مزاعم يمكن دحضها بأيسر مما يتناول المرء جرعة ماء. فبغض النظر عن أن المخاطب نظام ظلّ يتوسل الشرعية ويتحايل عليها منذ عقدين من الزمن. وبغض النظر عن أن تجارب الماضي القريب دلّت على أنه ذات النظام الذي تنكر للعهود وخان المواثيق. ألا يكيفهم دليلاً الانتخابات التي زُورت والاتفاقيات التي غُبرت في القاهرة وأسمرا وجدة وأبوجا، ناهيك عن تجارب آخرين في عواصم لا تتسع السطور لسردها؟ ألا ينظرون للحركة الشعبية التي شاركتهم السلطة بموجب اتفاقية محروسة بقوى دولية؟ ألا يسألون أنفسهم عن جدوى تعديل دستور وهم من عبثوا به كما يعبث الطفل الصغير بدميته؟ لعل الارتكان إلى القاعدة الفقهية البسيطة تغني عن كل اجتهاد، فما بني على باطل لا ينتج سوى باطلاً، فهذا نظام لايمكن تعديله، بل يجب إزالته. وكفى الله المثابرين مغبة الاجتهاد!
    أيها الناس تعلمون بمثلما نعلم.. أن الحرام بيّن والحلال بيّن، وبينهما عصبة حللت الحرام وحرمت الحلال. ومعارضة تقف حائرة في انتظار رسول يبين لها الحق من الباطل.. فانظروا ماذا أنتم فاعلون!!
    avatar
    رد: صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)
    مُساهمة الإثنين يوليو 04, 2011 4:24 pm من طرف عبدالسلام محمد




    جمعه الخناجر

    تابع كيف ضحك قوش ضحكة الشماتة علي نافع ؟ شاهد كيف غرس الرئيس البشير خناجره في صدر نافع، وليس من خلفه، ضحي الجمعة أول يوليو 2011 ؟ شاهد كيف وقع نافع من عليائه ، وأصبح مادة لهزؤ المؤسسة العسكرية ؟ ماهو السبب يا تري في نكبة نافع ؟ عبد العزيز الحلو ؟ أم أبيي ؟ أم ياسر عرمان ؟ أم شحتافة روح البشير بعد فضيحة تركمنستان


    المجرات التي تدور حول الشمس في المجموعة الشمسية ( الأرض ، القمر الخ ) ، تستمد قوتها وطاقتها من الشمس ! بمجرد أن تخرج مجرة من مدارها حول الشمس، تفقد جاذبيتها وقوتها، وتنفجر، وتصير إلى عدم !

    الرئيس البشير يمثل الشمس ، التي تدور حولها مجرات مراكز قوي المؤتمر الوطني !عندما تفقد مجرة من هذه المجرات رضاء الرئيس البشير، تخرج من مدارها ، وتحترق !

    قالت :

    الرئيس البشير ما الشمس بس ! البشير كمان كيس الأعياد ، وغمتاتو المدنكلة ، حسب تصريح وزير المالية ؟

    صدقت العنقالية الانترنيتية !

    أين مجرات الطيب سيخة ، مهدي إبراهيم ، سكرتير الرئيس الصحفي ، ومؤخراً قوش ؟ احترقت وصارت إلى عدم ، بعد أن نفض الرئيس البشير يديه عنها ؟

    هل تلحق مجرة الدكتور نافع علي نافع بهذه المجرات ، وتخرج من مدارها ، وتحترق ، وتصير إلى عدم ؟ أم سوف تعدل، شيئا، من مدارها، وتعود إلى سابق قوتها ومنعتها ؟ وكان شيئا لم يكن ؟

    دعنا نري أن كان باستطاعتنا الإجابة علي هذا السؤال المفتاحي ، في متن وبنهاية هذه المقالة ؟

    الاتفاقية الإطارية ؟

    عقد المؤتمر الوطني اتفاقية إطارية مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية ( أديس أبابا – الخميس 30 يونيو 2011 ) ، نصت علي ، بين بنود أخري ، مبدأ وقف العدائيات ( هدنة ) في ولاية جنوب كردفان ! كما نصت علي استمرار قطاع الشمال في العمل ، باعتباره حزبا سياسيا قانونيا في السودان !

    وضمن تنفيذ الاتفاقية ، بالتوقيع عليها ، الاتحاد الإفريقي ، ومنظمة الإيقاد ، والجامعة العربية ، وإدارة اوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) !

    وفي اليوم التالي للاتفاق مباشرة (الخرطوم - الجمعة أول يوليو 2011) ، ولم يجف حبر هذه الاتفاقية بعد ، حتى كان الرئيس البشير ، كالتي نقضت غزلها من بعد قوه أنكاثا ، يهدد بأن الجيش السوداني سوف يواصل عملياته الذئبية في ولاية جنوب كردفان ، حتى القضاء ، عسكريا ، على التمرد ، والقبض علي المتمرد عبد العزيز الحلو ؟

    تجاهل الرئيس البشير الاتفاقية الإطارية تماما ! وكأنها لم تكن !

    ومصداقا لتهديد الرئيس البشير، وتكذيبا لاتفاق أديس أبابا الديكوري ، فإن قوات جيش المؤتمر الوطني ، ومليشياته ، وجنجويده لا يزالون (يوم الاثنين 4 يوليو 2011) يجاهدون في الاغتيالات علي حسب اللون ، وفي حرق الأرض والزرع في ولاية جنوب كردفان ، بحثا عن القائد عبد العزيز الحلو ؟ القائد عبد العزيز الحلو الذي أصبح يجسد ، ويختزل ، حسب رؤية الرئيس البشير ، جميع وكل أسباب وتداعيات ، مشكلة نوبة الجبال ؟

    وزاد الطينة بلة ، علي بلله ، مسلك الوالي هارون ، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية ، الذي خاطب جموع المصلين ( كادوقلي – الجمعة 1 يوليو 2011 ) ، بعد نحو ساعة من الزمن من خطبة نارية ، ألقاها الرئيس البشير في مسجد والده في كافوري ! هدد الرئيس البشير في خطبته الجمعية ، باستمرار الحرابة في ولاية جنوب كردفان ، حتى القبض علي الخائن عبد العزيز الحلو !

    قال الوالي هارون :

    ( إن الحكومة الآن في معركة دفاع مشروع عن كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ) !
    حتة واحدة !
    كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا !
    حول الوالي هارون المشكلة ، بقدرة قادر، من سياسية إلى دينية ؟ وكأن شعوب النوبة الذين يستمر في إبادتهم ، كما أباد شعوب دارفور من قبل ، ليسوا بمسلمين ؟

    كما أكد الوالي هارون أن القوات المسلحة سوف تواصل عملياتها العسكرية ، وتستعمل جميع أنواع الأسلحة ، من طائرات ، ودبابات ، ومدافع ثقيلة ، وجن أحمر ، حتى القبض علي المتمرد عبد العزيز الحلو !

    اختزل الوالي هارون، كما رئيسه البشير ، محنة جبال النوبة في القبض علي ، ومحاكمة القائد عبد العزيز الحلو !

    ضحوية جمعة الخناجر !

    شهدت ضحوية الجمعة الأول من يوليو 2011 ، مشادة كلامية بين الرئيس البشير ومساعده الدكتور نافع علي نافع ، كان محورها القائد عبد العزيز الحلو ! لم يكن الرئيس البشير يتخيل أن نافع سوف يوافق علي العفو عن القائد عبد العزيز الحلو ، واستيعابه في حكومة ولاية جنوب كردفان ، كثمن بخس لتدشين عملية السلام ، ووقف الحرب في ولاية جنوب كردفان !

    غضب الرئيس البشير غضبة مضرية ضد نافع ، لأنه وافق في أديس أبابا علي هدنة في ولاية جنوب كردفان ، تشمل عفوا عن المتمرد عبد العزيز الحلو !

    يبدو أن مصير القائد عبد العزيز الحلو ، وليس محنة نوبة الجبال ، سوف تطيح بنافع من عليائه ، وتقذف به إلى سجون لاهاي ، وبعدها إلى مزبلة التاريخ !
    وأكان مغالطني ، أسترق السمع لهذه المكالمة التلفونية ، بين الرئيس البشير ونافع ، ضحي ، وقبل صلاة الجمعة أول يوليو 2011 ! بعد أن رفض الرئيس البشير مقابلة نافع في مطار الخرطوم عند رجوعه صباح الجمعة من بكين ، ورفض مقابلته في قصر الضيافة ، وجها لوجه، حسب طلب نافع المتذلل !

    قال :

    ده شنو يا نافع العملتو ده ؟

    قال :

    تذكر يا أخ عمر ، أنني ناقشت معك مسودة الاتفاق ، وخطوطه العريضة ، وأنت في طهران ! وانك قد باركت الاتفاق الإطاري ! وبعدها ، وبعدها فقط ، توكلنا علي الله ، ووقعنا مع الأنجاس المناكيد !
    قال :
    ولكنك لم تذكر لي أن المتمرد القاتل عبد العزيز الحلو سوف يشارك في حكومة ولاية جنوب كردفان !

    علي بالطلاق المثلث من الاثنين معا ، لن يشارك المدعو عبد العزيز في أي سلطة ، طالما أنا نفسي نازل وطالع ، وطالما أنا رئيس لبلاد السودان !

    كل شيء ولا عبد العزيز الحلو ده ! عبد العزيز قاتل ، ويجب أن يمثل أمام العدالة ، لإعدامه ! أنا أنظر لعبد العزيز الحلو ، كما ينظر التور الاسباني للخرقة الحمراءْ ! عبد العزيز الحلو ده قشتي المرة ! تاني ، يا نافع ، أنا الحلو مر في رمضان ما بشربو ؟

    مالك يا نافع ، داير تفقع مرارتي !

    قال :

    أنا أفهم ، يا أخ عمر ، وجود غبينة من تركمنستان في دواخلنا جميعا ! وحتمية أن نفشها في الحلو ده ، البقي لينا مر ؟
    ولكن ، يا أخ عمر ، لقد تم ضمان تنفيذ الاتفاق بواسطة شهود دوليين ، وقعوا معنا علي الاتفاق ، ومنهم أصدقاء لنا في الاتحاد الإفريقي ، والإيقاد ، وإثيوبيا ، والجامعة العربية ! دعك من الأمم المتحدة ، وإدارة اوباما ، مما يلزمنا بتنفيذه ، وإلا أصيبت مصداقيتنا في مقتل !

    قال :

    ماتكتر الكلام الفارغ والدغمسة معاي يا نافع ! الاتفاق ده نيفاشا تو ! نيفاشا الغرقنا فيها علي عثمان ده ، لن نغرق فيها مرة ثانية ! الاتفاق موصو واشرب مويتو ! هذا الاتفاق ملغي ، ملغي ، ملغي ، ولو لحست كوعك!

    المكتب القيادي في المؤتمر الوطني ، وبالأخص الكباتن : عبد الرحيم محمد حسين ، وإبراهيم غندور ، وقطبي المهدي ، ومحمد مندور المهدي ، وحاج ماجد سوار ، ضد هذا الاتفاق الانبراشي !

    قيادات وعناصر القوات المسلحة السودانية مصممون علي حسم مشكلة جنوب كردفان عسكريا ، وعسكريا حصريا ! لا يريدون فتح دوحة ثانية ! تتبعها دوحة ثالثة مع النيل الأزرق ، ورابعة مع الشرق ، وهكذا دواليك؟

    أنا ، إذا ما كنت عارف يا نافع ، عسكري ، وسوف استمر في خندق جنودي وقواتي ، الذين يعارضون اتفاقك الانهزامي ، وصداقتك مع القاتل عبد العزيز الحلو !

    سألني جنودي المقاتلون في ولاية جنوب كردفان ، لماذا يجاهدون في القبض علي عبد العزيز الحلو ، وهو قد يصبح ، غدا ، نائبا للوالي ، مسئولا عنهم ؟ وعن ترقياتهم ، ووضعهم في الجيش ! بعد أن ، كان مجرماً وقاتلا مطلوبا للعدالة؟
    بربك ، ماذا أقول لهم ، يا نافع ؟

    هل قرأت ، يا نافع ، كلمة رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة التي دعا فيها لرجم المؤتمر الوطني بالحجارة ؟
    حرام عليك ، يا نافع ، تخلي حتى شمائل النور تجغمس بيننا في التيار ، زي الشفع الصغار ؟

    لن أتبعك ، يا نافع ، إلى التوج ، وسوف أفارقك فراق الطريفي لجمله !
    سافر أنت مساء السبت إلى لندن ، فقط لأننا التزمنا ، مسبقا ، للبريطانيين بزيارتك !
    ونشوف بعد رجوعك ؟
    وبرضو عشان ما تجي معاي لأديس أبابا !
    أنا مسافر إلى أديس أبابا صباح الأحد 3 يوليو 2011 ، لحضور اجتماع قمة الإيقاد ! وسوف أمزق اتفاقك الإطاري التخذيلي ، وأرمي به في أول مزبلة !
    وعشان تاني ، كما قالت استيلا !
    وقد أصدرت أوامري للوالي هارون ، بتكثيف الجهود كافة ، للقبض على صديقك الخائن عبد العزيز الحلو ومحاكمته !
    والخائن الله يخونو ، يا نافع !
    انتهت مكالمة الرئيس البشير مع نافع !

    مشكلة اسكوب بين الرئيس البشير والدكتور نافع ! إما أن تقذف بنافع إلى بحر الظلمات ؟ أو يصير نافع إلى كديسة شيطانية بسبعة أرواح ؟

    جقلب نافع ! وهو يتصور قوش وقد علت وجهة ابتسامة عريضة ! ابتسامة الشماتة والتشفي !
    مسكت نافع أم هله هله ، وهو يتخيل الأستاذ علي عثمان محمد طه يفرك في أياديه فرحا ، علي مصير نافع الأسود ، وسقوطه المدوي !

    تلفن نافع للبروفيسور إبراهيم أحمد عمر شارحا المشكلة ، ومؤكدا استعداده للاعتذار للرئيس البشير ، وبلع اتفاقه مع المناكيد ، وان يقول الروووب ! وشن نافع هجمة كلامية شرسة (من خشمه الزفر ؟) ضد القاتل عبد العزيز الحلو !

    وطلب نافع من البروفيسور إبراهيم التدخل السريع ، لكيلا تشمت فيهم عصابة المؤتمر الشعبي !

    أحس البروفيسور إبراهيم أن مجد نافع ، الذي كان يستمده من الرئيس البشير، قد هوى ! وربما صار نافع إلى ورقة منديل كلينيكس مستعملة ؟ وقرر البروفيسور إبراهيم ، في نفسه ، أنه لا يجرؤ علي مفاتحة الرئيس البشير في الموضوع وسمه فائر، وإلا أصابه طرف السوط ، خصوصا وربما تذكر الرئيس البشير ملايين المؤتمر الوطني الاسترلينية ، التي هلكت مع ابنه المرحوم اسماعيل ! فقال كلاما ساكتا لنافع !

    بدأ العرق البارد يتساقط من علي جبهة نافع ! وهو يتذكر مصيره المأساوي إذا هجره الرئيس البشير ، وقلب له ظهر المجن !
    تذكر مجازر دارفور التي ارتكبها ! تذكر الاغتيالات ! وتذكر تعذيب الشرفاء من أهل السودان ! وتذكر نافع الدكتور الشهيد علي فضل ( سيد شهداء الإنقاذ) ، الذي مات جراء ضربة شاكوش ، سدده لرأس الشهيد ، في ليلة من ليالي أبريل 1990 وذلك بعد 21 يوما قضاها تحت التعذيب في أقبية بيوت الأشباح !
    وأصابته الرجفة ؟


    ثروت قاسم


    Tharwat20042004ممنوع وضع الاميل
     

    صراع الاسلاميين ( نافع وقـــــــــــــــــوش)

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    ارض التاكا الابية ( كسلا - البحر الاحمر- القضارف ) :: المنبر العام :: الاخبار العامة والسياسة-
    انتقل الى: