عبدالسلام محمد مشرف
عدد الرسائل : 259 العمر : 45 الموقع : المملكة العربية العربية السعودية / جـــــدة العمل/الترفيه : مجموعة شركات ومؤسسات سلطان سعود السبيعي للتجارة والمقاولات والصيانة المزاج : رايــــــــــــــــــــــــــق وحلو علم البلد : الاوسمة : SMS : amokassala@hotma.com
كن مع الله ولاتبالي تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| | العائلـــــــــــــــــــــــــــــــة والدولــــــــــــــــــــــــــــــــة | |
العائلة والدولة هو اسم لمسلسل مصري شهير .. ولكن العائلة والدولة هو اسم لمسلسل كريه مصري، وسوداني وعربي وأفريقي .. وهو يحكي وتدور تفاصيله في قصور الدولة .. سواء كانت سودانية أو مصرية او ليبية، فالشخصية المحورية (The main character) هي القابضة وبكلتا يديها على مفاصل الاقتصاد والسياسة .. وهي الحاكم الواحد الغير متعدد .. الزعيم – الرمز – السيادة – البطل – الأسد .. إلخ .. تلكم الأسماء والصفات والتي لم تجتمع حتى في الأنبياء أصحاب الرسالات دع عنك شخوص كل مؤهلاتهم أنهم اغتصبوا السلطة بليل بهيم ومن ثم راحوا يكنكشون على الامتيازات ويستكبرون على الناس وتلك الفهلوة (الثورية) الفارغة بسحق أمريكا ورفع الآذان في الفاتيكان!
لكن الأمر المهم، أن (الزعيم) ليس وحده في التكويش على امتيازات الدولة المغتصبة عنوة واقتداراً وإنما تجيء لائحة (ليست) طويلة من الأبناء، والأخوان(خلي بالك من الأخوان لا بد أن يكون هنالك كبير الأخوان الذي يستحوذ على مليارات الجنيهات . وأنا أسميه كبير أخوانهم).
وليس ذلك فحسب وإنما القائمة تطال الزوجة الثانية والتي غالباً ما تكون جميلة .. لكنها غير مستحيلة .. أي أن هنالك أخريات كثر يتخطينها ويتفوقن عليها في الجمال والعلم .. ولكن لأنهن يعشن على رصيف الحياة ومهمشات ومهملات .. وأيضاً لا تنسى أن المكيفات الاسبليت ومكيف العربية الذي (يقد الصدر) له دور في صنع الجمال والنضارة .. ما علينا كما تقول الفرنجة (باك تورياتي) أي فلنرجع للعائلة والدولة ونترك الحديث عن الجمال حتى لا نتهم بالشروع في ….! لأن ربما نتهم بالغزل في نساء الرئيس وهذه تهمة تعد من ضمن الجرائم الموجهة ضد الدولة ! (أوب الزفت مرة واحدة كده).
ومن الجدير بالملاحظة أن كل أجهزة الدولة التي أسميناها (العائلة والدولة) تلك الأجهزة تكون مسخرة لخدمة حفنة ونخبة صغيرة بالإضافة للأسرة.. فالبيزنيس بأموال الشعب المنهوبة وبمليارات الدولارات والبنايات التي لا تجد لها مثيلاً حتى في (الغرب الإمبريالي) ومدنه الكوزموبوليتان .. فالأزمة وعناويناه البارزة في كل الديكتاتوريات التي هوت والتي ما زالت تدعي الصمود هي تفشي البطالة وسط الشباب .. تدمير التعليم وإحلال تعليم ذو كفاءة رديئة وذلك من أجل التجهيل، سيطرة الحزب الواحد، أي حزب الزعيم وسيطرته على مفاصل الدولة وكأنها ضيعة، قمع المعارضين وإطلاق يد الدولة وآلتها العمياء لسحق أي تحرك شعبي لهدم القديم، استشراء الفساد في كل أوصال الدولة، والغلاء الفاحش والقمع والإرهاب وسيطرة الفكر السلفي الظلامي وسلبية الجماهير وترى جمهورية الحزب الواحد والزعيم الأوحد .. فالانحطاط الزاحف كالجراد والذي التهم كل ما هو جميل وأخضر من فن ودين متسامح ومنظمات مجتمع أهلي. فكل تلك الأشكال التنظيمية وتحت هلع الحزب الواحد يتم إدخال المندسين فيها وتفتيتها من الداخل. فلا توجد أرض حرة فالأرض الحرة مكانها دولة القانون التي تفتح الباب واسعاً أما التيارات السياسية والثقافية .. فالدولة التي تحكمها العائلة لا يكون للقانون مكان فيها .. فالقانون السائد هو قانون الغاب – الأقوياء – فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب .. وما أكثرها في زماننا هذا! فغياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ودولة القانون هي التي جعلت الشعوب تثور ضد جلاديها وقدمت دماءها في حقل الصراع الاجتماعي والسياسي وكتبت فصل جديد من فصول التاريخ عنوانه الإصلاح الديمقراطي والشعب هو المالك لزمام أمره. ولا يمكن للفرد مهما ادعى من صفات التأليه أن يفكر بالنيابة عن الشعب .. وقد آن الأوان لكتابة عقد جديد – على المستوى الاجتماعي والسياسي – فدولة العائلة وعائلة الدولة بدأت شمسها بالأفول وإلى غير رجعة! وخصوصاً بعد الحماقات التي ارتكبت ضد شعبها الأعزل.. فالشعب ما عاد قاصراً .. ولا مكان للوصاية الأبوية في عهد الانترنت والفيس بوك .. فهنالك في الأفق قطرة ندى، سوف تشكل البذرة الأولى للحياة، والشوق اللامحدود لعالم أقل أذى وأكثر توازناً اقتصادياً وسياسياً .. وتلك الينابيع تتدفق من أنفاس المساكين والذين أخرجوا من ديارهم بغير حق والمهمشين. فالفردوس المفقود لا بد أن يتوجد تحت هبات الشعوب وتحركها الدفاق واللافح كتوهج النيران، وتطلعه لدولة خادمة للمجموع وليس الرئيس وعائلته وإخوته وبنيه وأمه وأبيه! فأنظمة الاستبداد والقمع تترنح تحت ضربات الشعوب الغاضبة وهي تقاوم مقاومة الشجر للعاصفة .. فالشعوب مهما استكانت سوف يسمع هديرها يوماً ومن أعماق النيل الذي لم يتعب من المسير. فالسودان ليس استثناء من هذا الموج المضطرب . فالأنظمة التي يراكم حاكمها الأرصدة وتتطاول نخبها على عباد الله المساكين في البنيان ويؤثثون المنازل والفلل بأحدث الطرز سوف يكون مصيرها مصير بن علي وحسني مبارك فقد آن أوان التغيير.
نقطة أخيرة:
قال سفيان الثوري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا تكن في هذا الزمان إماماً ولا مؤذناً ولا عريفاً ولا تأخذ من أحد مالاً لتفرقه على الفقراء)
| |
|